1343134
1343134
روضة الصائم

«الأوقاف» تقيم فعالية «تعارف» الثالثة بعد غد بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض

22 مايو 2018
22 مايو 2018

اليوم الموعد الأخير لتسجيل الحضور عبر الرابط www.mara.gov.om/‏taarufreg.aspx -

أجرى اللقاء: سالم بن حمدان الحسيني -

وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي التابعة لمكتب الإفتاء بالوزارة الدعوة لغير المسلمين من الكوادر العاملة في القطاع الإداري والفني بالمؤسسات العامة والخاصة بالسلطنة للمشاركة في فعالية «تعارف» الثالثة مؤكدة أن الحضور يقتصر على المسجلين إلكترونيا من خلال الرابط التالي: (www.mara.gov.om/‏‏‏taarufreg.aspx) وهذا اليوم الأربعاء 7 من رمضان 1439هـ - 23 مايو 2018 هو آخر موعد لتسجيل الحضور. ولتسليط الضوء على هذه الفعالية وغيرها من الأنشطة التي تقوم بدائرة التعريف بالإسلام توجهنا ببعض الأسئلة للشيخ عبدالرحمن بن أحمد الخليلي مدير دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي، فكان السؤال الأول عن استعداد الدائرة لاستقبال هذا الشهر الفضيل من حيث إقامة الندوات والبرامج الفعاليات وغيرها من الأنشطة فقال:

استعدادات الدائرة لهذا الشهر الفضيل كثيرة ومتنوعة بداية من تجهيز الكتب المتعلقة بشهر الصيام لأن في هذه الفترة تكثر الطلبات حول الكتب وحول معرفة ما هو الصيام في الإسلام حيث يأتي عدد كبير من غير المسلمين ومن المسلمين أحيانا أخرى للسؤال عن الصيام ومعرفته وبالتالي كان من الضرورة عمل بعض الكتب والمطويات المتعلقة بتوضيح الصيام في الإسلام وعن شهر رمضان المبارك، ولذلك فقد أعدت الدائرة بعض البرامج الرمضانية وهي بطبيعة الحال تختلف عن البرامج الأخرى في غير رمضان، بحكم أنه شهر الخير وشهر القرآن وشهر النفحات الإيمانية وهذه النفحات لا تتعلق بالمسلم فقط وإنما أيضا تشمل المسلم وغير المسلم فكثيرا ما يتأثر غير المسلم في شهر رمضان بما يطرح عليه من خير وما يسمعه عن الإسلام، ولذلك فلابد من أن نستغل هذه النفحات في هذا الشهر الفضيل بعمل بعض البرامج المكثفة سواء كان للمسلمين أو لغير المسلمين، وأعني بالمسلمين المهتمين بجانب الدعوة وبجانب التعريف بالإسلام.

وأشار عبدالرحمن الخليلي إلى أن دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي سوف تقيم بعد غد الجمعة فعاليات «تعارف» الثالثة لغير المسلمين تتضمن إفطارا رمضانيا مجانيا مع بعض الفقرات التعريفية بالإسلام والأركان والمعارض المصاحبة والتي ستقدم باللغة الإنجليزية، والتي ستقام بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض (القاعة الكبرى) من الساعة الرابعة والنصف وحتى التاسعة مساء. وأكد أن هذه الفعالية هي من أهم البرامج والفعاليات والأنشطة التي تقوم بها الدائرة وهي فعالية رمضانية تستهدف غير المسلمين لتعريفهم بالدين الإسلامي من خلال دعوتهم لتجربة الإفطار مع المسلمين، وتقام هذه الفعالية بالتعاون مع عدد من مختلف الدوائر بالوزارة وتشتمل على عدد من الفقرات كعرض أفلام قصيرة حول الإسلام، وفقرة «حوار مع مسلم جديد» يذكر فيه سبب اعتناقه الإسلام وأهم ما أعجبه في هذا الدين، إضافة إلى بعض الأناشيد والمسابقات الثقافية ومحاضرة عامة حول الإسلام، ويصاحب الفعالية عدد من المعارض كمعرض رسالة الإسلام ومعرض المرأة المسلمة.

وأوضح: إن هذه الفعالية هي الثالثة على التوالي حيث أقيمت الفعالية الأولى في قاعة قصر الأمراء بالسيب وحضرها 400 شخص أسلم منهم 7 أشخاص، وأقيمت الفعالية الثانية في مركز عمان للمعارض والمؤتمرات حضرها 600 شخص أسلم منهم 15 شخصا. وبعد يومين أسلم شخصان آخران، وتأتي هذه الفعالية في سياق حق غير المسلمين الموجودين في السلطنة للتعرف على دين الإسلام، لذلك فمن الواجب علينا وعلى الوزارة أن تعطيهم فكرة عن الإسلام؛ لأن هذا الرجل الأجنبي غير المسلم المقيم على أرض السلطنة لسنوات تطول أو تقصر وهو لا يعرف شيئا عن الإسلام هذا مما يتنافى مع حقه في معرفة هذا الدين وخيره وفضله وما يتميز به عن بقية الأديان، فالمسألة هنا في مسألة التعريف بهذا الدين، وليس لفرض هذا الدين عليه.

أما عن البرامج والفقرات التي تتضمنها هذه الفعاليات فقال: تتضمن هذه الفعالية برامج متنوعة فعادة ما تبدأ بالقرآن الكريم، حيث نستفتح الفعالية بالآيات التي تخاطب العقل والقلب والوجدان والتي لا تحتاج إلى تفكير عميق لفهمها وهي الآيات التي تتحدث عن عظمة الله سبحانه وتعالى في الكون وفي الأنفس وفي الآفاق حيث تفتح آفاق وعقول السامعين للتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى وبطبيعة الحال فإن هذا الكون المترامي الأطراف هو آية عظيمة من الآيات الدالة على وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته فإن السموات والأرض وما تشتمل عليه إنما تدل على أن هناك صانعا عظيما خلقها، وعليه فعندما يتفكر هذا الإنسان الذي آتاه الله سبحانه وتعالى العقل لابد أن يقوده الأمر إلى أن لهذا الكون ولهذه الصنعة العظيمة صانعا عظيما لا يشبه أحدا ولا يشبهه أحد.

كما تشتمل هذه الفعالية على نشيد إسلامي يخاطب العقول بصوت عذب يكون له تأثير على المستمعين ثم يتم عرض فيلم يتحدث عن جانب من جوانب الإسلام بمنطق علمي فيه تأثيرات صوتية ويحتوي على بعض المشاهد والصور التي تعين وتساعد على إيصال رسالة الفيلم إلى عقول وقلوب المستمعين والمشاهدين، كما تشتمل الفعالية على محاضرة يلقيها الضيف الزائر تكون لها تأثير أيضا على الجمهور وبعد المحاضرة هناك فقرة تشتمل على حوار مفتوح يتيح المجال للاستفسارات عما ورد في المحاضرة التي سبقته وحول بعض القضايا التي غالبا ما تدور في أذهان الحاضرين ليجيب عليها الضيف الزائر بالحكمة وبأسلوبه الجميل ليزيل الشبهات عن هذا السائل لتتضح الحقيقة أمام عينيه فلا يبقى عنده شك عن الموضوع الذي يدور بخاطره. وبعد هذه الفقرة تأتي فقرة حوار مع مسلم جديد، وفي هذا الحوار عادة ما نختار بعض المسلمين الجدد لعرض تجاربهم في رحلة الانتقال من الدين السابق إلى الدين الإسلامي فيذكر بعض المخاوف التي كانت لديه والأسباب التي دعته للانتقال من دينه السابق إلى الدين الإسلامي وأيضا ما هو شعوره بعد انتقاله إلى الدين الإسلامي وغيرها من الأسئلة التي دائما ما تكون موجودة عند الأشخاص الذين يفكرون في الدخول إلى الإسلام لكن تنتابهم بعض المخاوف من ترك الدين السابق فهذه الحوارات تسلط الضوء على مثل هذه الأسئلة، وكيف استطاع هذا الإنسان التغلب عليها، بعد ذلك يأتي الإفطار الرمضاني الذي يشارك فيه غير المسلم المسلمين، ويشعر بلذة الإفطار بعد قضاء يوم كامل في الصيام ليأتي الوقت المناسب للإفطار وهناك بعض البرامج الأخرى التي تشتمل على الفعالية مثل المسابقات الثقافية والمعارض المصاحبة التي تتحدث عن الإسلام.

أما عن أصداء تلك الفعالية وكيف كان التجاوب فقال: كان التجاوب حقيقة مميزا من جميع النواحي فمثلا كان الحضور الجماهيري مميزا وأكثر من المتوقع حيث كان الحضور للفعالية الأولى والثانية حسب السقف الذي أعددنا له ونتوقع في هذه الفعالية أننا لو وضعنا السقف في حدود الثمانمائة أو الألف فسيشارك الجمهور وسيحضر بهذا العدد، أما من حيث المشاركين في التنظيم من المتطوعين أيضا كان الإقبال جيدا وفوق المطلوب فما أن نعلن عن فعالية من الفعاليات أو برنامج من البرامج التي تقدمها الدائرة إلا وتنهال علينا الطلبات من قبل الأخوة الذي يطمحون للمشاركة في نيل الأجر والثواب. كما أن التفاعل فوق الممتاز ومن حيث المجتمع أيضا يتفاعل من قبله مع هذه الفعاليات فعلى سبيل المثال القطاع الخاص دائما ما يسعى ويقدم مبادراته باستمرار حيث تأتينا مبادرات من قبل شركات ترغب في تقديم خدماتها ومبادراتها كما أن تفاعل الجمهور كبير مع هذه الفعالية فنتيجتها طيبة وفوق المتوقعة والكثير من هؤلاء المبادرين من غير المسلمين أصبح لديهم انطباع خاص عن الإسلام والمسلمين ما كانوا يعرفونه من قبل. وأشار إلى أن هناك فريقا آخر عندهم حصيلة معرفية عن الإسلام والمسلمين لكنهم ليس لديهم الاقتناع للدخول لهذا الدين وبعد الفعالية يشرح الله سبحانه وتعالى صدورهم ويعلنوا الدخول وينطقوا الشهادة وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في كل هذه الجهود.

وأضاف: من البرامج التي تشتمل عليها هذه الفعالية استضافة ضيف من خارج السلطنة من المهتمين بجانب الدعوة والتعريف بالإسلام وغالبا ما يكون هذا الضيف من الذين يعيشون في مجتمعات غير مسلمة؛ لأنه غالبا ما يكون لديهم بعض الاستفسارات عن الإسلام ومن المهتمين بدعوة غير المسلمين للدخول إلى هذا الدين الإسلامي الحنيف، ليكون لديهم الاستعداد لتوضيح وشرح معالم الدين ولما يحتاجه الإنسان غير المسلم في تلك البلدان فتتكون لديهم بالتالي حصيلة معرفية كبيرة وأسلوب رصين في التعامل وذلك يعود لاستمرار التجارب وتواصلها بشكل يومي الأمر الذي أكسبهم خبرة واسعة في معرفة كيف يفكر هؤلاء ومعرفة ما يحتاجونه ومعرفة النقص الموجود عندهم الذي يحتاج إلى إكمال فيأتي هؤلاء الضيوف إلى السلطنة ونقيم لهم برامج متنوعة، أحد هذه البرامج هي المشاركة في فعالية «تعارف بحيث يكون هذا الضيف هو ضيف الشرف في هذه الفعالية وأيضا نقيم لهم برامج أخرى مثل المحاضرات العامة أو المحاضرات المركزة ومثل الدورات للعاملين والمتطوعين في مجال التعريف بالإسلام واللقاءات الجانبية مع الدعاة العمانيين والتواصل معهم وتبادل الخبرات في هذا المجال. بالإضافة إلى برامج أخرى تقيمها الدائرة بزيارة الشركات العاملة في السلطنة والتي يكثر فيها عدد غير المسلمين فتأتي هذه اللقاءات للتواصل معهم والتعاون مع هذه الشركات في تنظيم مثل هذه الفعاليات والتظاهرات الثقافية.. كما أن هذه الفعاليات تنعكس إيجابا على نفوس غير المسلمين من العاملين في هذه الشركات بجانب ذلك هناك المحاضرات التي تقيمها الدائرة في المدارس والكليات التي يكثر فيها غير المسلمين لتعريفهم بالصيام عند المسلمين وآدابه وما ينبغي منهم عمله احتراما لقدسية هذا الشهر الكريم ومراعاة لشعور المسلمين.

كيف تعمل الدائرة على محو

التصور الخاطئ؟

أولا: لا بد أن نوضح بأن الإسلام هو دين الحسن الخلق ودين حسن التعامل، فالله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات في كتابه العزيز يوضح بان الإسلام هو دين المعاملة، إذ يقول الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) فترجمة لا تعبدون إلا الله تأتي في هذه المعاملة، معاملة الناس ومعاملة الوالدين والقول الحسن والتعامل الطيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الدين المعاملة) وفي حديث آخر (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فمكارم الأخلاق والمعاملة الحسنة هي الترجمة الحقيقية لهذا الدين وهي الطريقة الأنسب لإظهار حقيقة الإسلام وعليه فلابد للمسلم أن يتعامل وفق ما أمره الله سبحانه وتعالى بالإحسان والأخلاق الحسنة وبالتعامل بالصدق والأمانة.. كل هذه عوامل دعوة للإسلام وعوامل تصحيح للتصور الخاطئ عن الإسلام فما ينسب إلى الإسلام طبعا هو في كثير من الأحيان صنيع غير المسلمين وعليه على المسلمين لابد أن يكونوا على يقظة تامة، وأن يكونوا سفراء خير لدينهم وأن يتعاملوا وفق ما أمر الله سبحانه وتعالى، ووفق المنهج النبوي الذي كان يتعامل به النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي عليه الصلاة والسلام حتى في تعاملاته مع غير المسلمين كان قدوة حسنة لمن أتى بعده، ولمن كان على منهجه ولمن أراد حمل لواء الدعوة حيث كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين برفق ولين، وعلى الداعي إظهار حقيقة الإسلام بالكلمة الطيبة وبدعوة الناس واللقاء معهم وبالحوارات الهادئة والهادفة التي توصل إلى النتيجة بدون أي خدش وبدون أي إكراه للآخر، وبالتالي هذا أيضا يعين ويساعد على إظهار حقيقة الإسلام. وأضاف: لا أنسى هنا أن أشيد بالمنهج العماني في التعامل مع الناس، فالسلطنة والحمد لله كان لها سمعة حسنة وطيبة عند الناس جميعا سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالإنسان العماني أينما حل وارتحل يثني عليه العالم بأسره في المعاملة الحسنة وعلى الأخلاق النبيلة وهذا الفضل من الله. وعلينا أن نستثمر هذا الرصيد التاريخي وهذا التعامل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن نظهر أن هذا الدين هو دين المعاملة الحسنة فكثير ما دخل الناس إلى الإسلام نتيجة المعاملة الحسنة وكثيرا ما نسمع أن لعمان وللعمانيين أثرا كبيرا ودورا بارزا في دعوة الناس إلى الأخلاق والمعاملة الحسنة، ولا يفوتني هنا أن أشيد بجهود الأخوة في مركز التعريف بالإسلام حيث أنهم نموذج طيب وحسن في تعامل الناس ومعاملتهم بالحسنى وفي إظهار حقيقة الإسلام بالحوار الهادئ الهادف بعيدا عن كل التعصبات والنعرات التي لا تقود إلى معرفة الدين الإسلامي الحق وإنما هم يدعون الناس بطريقة هادئة تدعوهم إلى إظهار محاسن الإسلام والى فهم رسالته وبالتالي كثيرا ما يتأثر غير المسلمين بهذه الحوارات وإن لم يدخلوا إلى دين الله عز وجل فلابد من أن يأخذوا صورة حسنة مغايرة عما ارتسمت في أذهانهم سابقا عن الإسلام والمسلمين.